الأربعاء، 30 مايو 2012


صراخ الصمت

في وحدته و صمته يصرخ ويتألم مع نفسه . فما أصعب ان يرى الاحلام اوهام وشروق الشمس ظلام وتصبح حياته مجرد فراغ ويترك الاحباب وما بقى معه سوى النسيان ويعيش داخل نفسه وحيدا شريدا محروماً و موجوعاً يتألم تخاصمه كل لحظات الفرح ، تهاجره كل البسمات وحيداً مع آهاته وأنينه ويصبح كل شيء له ذكريات يعيش علي أحداثه ويتذكره.
أحبها من كل قلبه و أحبته من كل قلبها وروحها وعقلها ولكنه أهملها وجرحها فتركته .
 كانت شمعة تنير حياته لم يشعر بنورها الا بعد ان انطفت .
وبعد فراق طويل قابلها ، و ما ان رأها طار قلبه مازالت كما هي بريئة جميله
، رأي شوق فى عيناها . سمع نداء قلبها ، وأحمر وجهها ، سقوط شنطة يدها فتح الحوار :
-سامحينى . طال غيابي عنك ندمت لهجرك ، تعبت لبعدك . سامحينى عرفت أخطائي ولن اكررها . يكف فراق و بعد . تعال نقض باقى العمر سويا .
تركت الشنطة علي الارض وكأنها ترسم معني ، هم يرفعها ولسان حاله ان يسألها عن امكانية ان تسامح وتبدأ صفحة جديدة معه خرج المعني كلام :
- هل ستعودين و كفى بعد ؟
راحت تستعيد ذكريات اللقاء بينهما قائلة : - منذ رأيتك اول مرة تعلق قلبى بك أخفيت مشاعرى عنك ولكن أهتمامى بك فضح ما يخفيه وجداني . ومع مرورالوقت وجدت نفسى ارتاح للحديث معك و أخشى البعد عنك وانتظر وقت لقاءك . وأيقنت ان اعجابى تحول الي حب ، كتمت ما أشعر به ولكن نظراتى وتصرفاتي كشفتنى وأدركت انت حبى لك ثم وجدت منك القرب لم أدر انك تستغل حبى .
-صمتت - لم تسقط من عيناها دموع ولكن تدفق منهما الأحزان و الآهات لو كانت العيون تتكلم لسمع كل العالم صدي صوتهم .
حاول أن يعيد العلاقة و في نبرات  صوته ندم و عيونه أسف و علي وجهه يطلب السماح وهو يقول :
- أحببتك بالفعل و لا أحتمل بعدك عني ، احمد ربى ان جمعنى بك مجددا ، بحثت عنك طويلا فبعد غيابك ولم اجد لقلبى بدونك معني كان مثل  قرص الشمس متوهج بنار الشوق لك وعينى برواز لصورتك التى لم ارى

سواها في غيابك لا ترى فى عيونى سواك وقلبى ينفطر حزنا والما وندما علي غيابك
كانت مشاعرها جامدة ولم تهتز لكلماته وهي تقول له :
ــ تبحث عنى و كنت ملك قلبك اضعتنى و وتركتنى ثم الان تقول أبحث عنك !!
كنت بين يديك جوهرة تمتلكها أهملتها والآن تعود وتحاول أن تستردها ! .. مستحيل ان تجدها مثلما تركتها ، أنت من باع و من خسر و من اختار الطريق بدوني عليك أن تتألم وتندم ، لن أسمح لقلبى ان يعطف على انسان كنت له الاخلاص وكان لى الكذب والخداع . ولن احزن على انسان خسرنى خسر قلباً ضحى لأجله وصبر عليه وقدم التنازلات ، لن اشفق عليك فأنت لم تستحقنى ، أنت من بعت . أنت من كذبت وخنت ومع ذلك ادعو لك بالراحة والنسيان .
صعق من كلماتها وراح يستعطفها قائلا:
- علمت قدرك داخلى ولم أعرفه الا بالألم الذي اشعربه فى بعدك عنى .
بجدية تقول:
-كنت لؤلؤة بين يدك ولم تعد لك .
فسألها:
-ماذا تعنين بكلامك ؟!
أجابت:
-انا الآن ملك انسان يعرف قدرى دون ان يضيعنى أو يتخلى عنى ولا يمكن ان اضحي به من اجل انسان كنت ملكه وباعنى كنت ملكك والآن انا ملك نفسى لا أكذب عليك ولن اخف انني لم أنسى حبك ولكني الآن

ملك نفسى بعد ان كنت أسيرة حبك ، لن اعود للأسر وقيودك فإن كان البعد عنك موت فالموت عندى أهون من العودة اليك .
عكس وجهه ضيقا وحزنا ودموع ذرفت من عيونه وقال :
- اذا انت ملك انسان اخر غيري ؟
- حاولت لكنى ظلمت قلبه معى فقلبى مازال اسير ذكريات حب ماضى و طلبت منه البعد فهو لا يستحق منى الظلم.
بسرعة قال :
-لا تذهبى . لا تتركينى مجددا . أنتظرى لن اضيعك هذة المرة .
نظرت اليه وفى عيناها اليأس وقالت :
- لم يبق وقت للأنتظار .
فسألها: الي أين تذهبين ؟
- سأعود حيث كنت .
- أين ؟
- حيث لا تجدنى .
وذهبت عنه وتركته عاجز مرسوم على وجهه الحزن وعيونه تذرف دما لا دمعا .
وعاش الباقي من عمره وحيدا يكفيه ذكريات تؤنسه وعلى قلبه كتب ملك حب ماض .
بقلمى/رحاب محمود





0 التعليقات:

إرسال تعليق